نتائج البحث

سينما الموت

05/12/2016

  خطُّ الأفق يقسم الكادر. ثلثٌ ينحدر بأبنية باطونية مهشمة، لينعجن فيه الركام. تمرُّ في الثلثين الآخرين من الكادر غيوم مصبوغة بلونٍ أرجواني تخبُّ فوق الأبنية الغارقة في السواد. يتحرك الكادر نحو طريقٍ تطويه الأبنية المدمرة. من عمق الركام تظهر امرأة ترتدي معطفاً أسودَ وحجاباً مزركشاً. تمسك بيدها باقة من زهر الاقحوان. تمشي بخطىً وئيدة. تتقدم ببطء، تضع باقة الزهور فوق تلة من الركام. تستدير نحو الكادر ثم تقول: انتهت الحرب.   إنه يوم العطلة، إعلانات الفيلم تملأ الطرقات بألوان حميميّة. زوجان في الخمسين من عمرهما يمسكان بيدي بعضهما على باب السينما. الوجوه مسترخية جذلانة. ضجيج النقاشات يملأ المكان بإلفة. المدينة ورغم الدمار،... المزيد

"300 ميل" فيلم ل عروة المقداد

18/02/2016

  بين درعا جنوب سوريا وحلب شمال سوريا يبدأ المخرج رحلته في البحث عن الاسباب التي مزقت المنطقة العربية على مدار الستين عام، وعن المسافات التي خلقت ومزقت سوريا على مدار الخمس سنوات الماضية. المسافة التي رمت المنطقة وسوريا بين الشمال والجنوب في مصير مجهول دون نهاية.   حصل هذا الفيلم على دعم منحة "بدايات" للأفلام الوثائقية عن دورة 2014

الزمن السينمائي ـ الثورة ـ الحرب

12/02/2016

  لا بد أنني مدين للتكنولوجيا التي منحتني القدرة على استخدام كاميرا ديجيتال. الكاميرا التي تقلّص حجمي كما لو أنها اكسير يسهّل انتقالي بين العوالم الداخلية للإنسان وتعريته في عالم سحري يبدو فيه كل شيئ معقول ولا معقول. علبة الزمن التي تنجو من أعتى الصواريخ والطائرات، وتستطيع حفظ ما لا نستطيع حفظه. منحتني تلك الآلة المغوية قدرة استثنائية لعبور الحدود والجدران الدفاعية التي يضعها الإنسان في مواجهة الإنسان. وبهذا المعنى ربما تكون الكاميرا الباحث النفسي الأخطر في العالم. لم أستطع قبل الثورة التمييز بين مفهومين فلسفيين للزمن الذي نعيشه: "الزمن السينمائي" و"الزمن التلفزيوني" إذا صح التعبير، على اعتبار أنهما الوسيلتين الأكثر تأثيراً... المزيد

الكاميرا والسموبال

11/06/2015

  سقطت السماء، مزقت الشفرات الصدئة طبقات الهواء المشبع برائحة شواء أجساد تحترق بالمدافع والنابالم. المباني المتشابكة بحراب البنادق تئنُّ في جوف الليل البهيم، تشتعل بالصراخ المتواصل لأناس لا سبيل لديهم للحياة سوى تمزيق بعضهم البعض.  كانت السماء تهوي مع سقوط البرميل. المسافة بينه وبين الرشاش والأجساد اليانعة أقل من المسافة التي تفصل العدسة (٥٠) الموضوعة في الحقيبة عن العدسة (٥٥) الموضوعة على الكاميرا. سبعة ثوان يحتاجها البرميل للسقوط كما أحتاج لتغير العدسة ١٠ ثوان، فالعدسة الضيقة ذات الفتحة الواسعة، تتيح للضوء الدخول أكثر واشباع التفاصيل على الوجوه الحالمة في إغماضتها على رغبة النجاة. ماذا لو سقط البرميل علينا؟ ماذا لو بقيت الكاميرا... المزيد

بعدنا طيبين جزء 2

27/10/2014

مضى قرابة السنتان على زيارتي الأولى لمدينة حلب. كانت معركة الفرقان قد بدأت حينها، وحُرّرَ جزءٌ كبير من المدينة. وفي سوق الشّعار المتاخم لجبهة كرم الجبل وَضَعت كاميرتي لأول مرة في منطقة لا تخضع لسيطرة النظام دون أن أتعرض للمسائلة من أي جهة. كان السوق ينبض بالحياة رغم استهدافه المكثف من الطائرات والمدفعية، وذلك ما دفعني لإنجاز فيلم قصير عن السوق تحت عنوان “بعدنا طيبين” وكان الفيلم محاولة لنقل صورة مغايرة عمّا تنقله وسائل الإعلام، التي كانت تنقل الموت والمآساة فقط دون ان تنقل صمود الناس ومعنوياتهم العالية.   بعدها أمضيت فترة طويلة في المدينة في محاولة لصناعة فيلم طويل، لكن التغيرات... المزيد

مقال عن فيلم "موسيقى الشارع" في موقع القدس العربي بقلم عبد الحاج

04/06/2014

بعد فيلمه الأول «بعدنا طيبين» وفيلم « تحت سماء حلب» يحاول المخرج السوري عروة مقداد في «شارع الموسيقى» ومن خلال كاميرته رصد رحلة مجموعة من العازفين السوريين في عالم الموسيقى والشباب والحرية، من دمشق إلى شوارع بيروت، ونقلنا إلى عوالم جديدة وشخصيات مغايرة تكسر الصورة النمطية التي اعتادت وسائل الإعلام الجماهيرية أن تصورها من خلال الوجود السوري في لبنان. ثلاثة شبان موسيقيين وشابة مغنية اجتمعوا في بيروت بعد أن اضطروا لترك بلدهم سوريا بسبب الأحداث التي توالت منذ بدء الثورة، واتفقوا على تأسيس فرقتهم الصغيرة لموسيقى الشارع. وكان منزل أحد أصدقائهم المكان الوحيد المتوفر لديهم من أجل التدريبات. وأصبح شارع الحمراء... المزيد

مقابلة "بدايات" مع عروة المقداد مخرج فيلم "شارع الموسيقى"

18/03/2014

مقابلة "بدايات" مع عروة المقداد مخرج فيلم "شارع الموسيقى" 18/03/2014 - كيف جاءتك فكرة الفيلم؟ عدت من حلب إلى بيروت محموماً بذكرى الأصدقاء الذين استشهدوا في القنبلة العنقودية التي ألقتها طيارة للجيش السوري فوق حي الشعار في مدينة حلب المحررة، استشهد على إثرها 5 شهداء وأصيب 35 جريح. وإلى الآن لا تفارق ذاكرتي ملامح الشهيد صلاح من مدينة السويداء وهو يغني مع مجموعة من الشباب السوريين أمام مركز الأطفال، حيث أمضوا معهم ظهيرة يوم رأس السنة لكي يسلو عنهم ألم القصف والحصار: هي يا شباب سورية .. جيناكم لاتسبقونا. في بيروت رحت أحاول رغم العقبات الشديدة إنجاز فيلم "تحت سماء حلب" وصدفة التقيت مجموعة... المزيد

دفن الموتى بالصور

28/02/2014

دفن الموتى بالصور الصورة تصبح شاهد القبر الذي يدل على صاحبه 28/02/2014 يَلتفُ الكفن الأبيض حول الأطراف الكامدة، يُترك للميت كل الوقت كي يُودّع بقدسيةٍ نحو مثواه الأخير، ملحوداً بعناية الأهل والأصدقاء. مبجلاً ومحروساً برهبة تجعل من الوداع الأخير طقساً يمارسه الانسان في كل مرة يجد نفسه أمام ثقب الزمن، كامل الأعضاء سليم الملامح، يذهب دون نقصان نحو العالم الآخر. وعندما يسقط الجسد غيّلةً، يُنتقص "المعنى"؛ المعنى من وجود الانسان حراً كريماً في أن يموت بعد أن يفقد الجسد قدرته على ممارسة وظائفه الحيوية. وهنا يدل تشوه الجسد على أن ثمّة معنى منقوصاً في نقصانه أو تشوهه. وعدم قدرتنا على النظر لأجزائه المفقودة... المزيد

في حلب "بعدنا طيبين - بقلم عبد الحاج"

21/06/2013

  في فيلمه التجريبي الأول "بعدنا طيبين" من إنتاج "بدايات"، يحاول المخرج عروة المقداد، أن يسجل بعدسته حال مدينة حلب التي تمزقها الحرب ببطء لكن بثبات، الدماء الكثيرة التي تنزف كل يوم لم تمنع الناس من مواصلة حياتهم، ثمّة رغبة عميقة في الحياة المحاطة بعريشة الموت. إنها المناطق المحررة، الحياة والثورة، تستمران بالرغم من قتامة المشهد وتعقيدات. الفيلم يبدأ بلقطة دم. لقد وقع الحدث بالفعل. لكنه أمام تلك الرهبة الجميلة للناس يغدو غير مهم وغير ملحمي. ويتحول صوت المكان صوت الناس وابتساماتهم وتفاصيل حياتهم هي البطلة. الصورة في "بعدنا طيبين" هي الشخصية الأساسية والحكاية ، حيث تنتقل الكاميرا بين وجوه البائعين المفترشين أرصفة... المزيد

بعدنا طيبين "في حلب" - بقلم راشد عيسى

11/06/2013

لولا حكاية الصبي الحلبي محمد قطاع "سلمو"، ربما كان فيلم "بعدنا طيبين" ليقُرأ بطريقة أخرى. فالفيلم المهدى "إلى روح الشهيد محمد قطاع، وجميع الباعة المجهولين، الذين يجعلون الحياة ممكنة في حلب"، يبدو كأنه صُوّر غداة استشهاد الصبي، لولا أن صُورَ الفيلم تشي بالشتاء، وتُرى ملابس ثقيلة في حي الشعار الحلبي، حيث البضاعة المباعة شتوية أيضاً. لولا ذلك لقلنا إن الفيلم صُوّر في ضوء حكاية "سلمو"، وهذه براعة تحسب للفيلم الذي أنتجته مؤسسة "بدايات" من تصوير وإخراج عروة مقداد في تجربته الأولى.     كان "سلمو" بائع قهوة متجولاً قبل أن يعدمه اللصوص بدعوى التجديف. بائع ككل مَن ترك وراءه عائلة تنتظر ربطة خبز... المزيد